(إِنَّ الصَّفا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما وَ مَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شاكِرٌ عَليم)([101]).
فأمر سبحانه بالسعي بينهما وأظهرت الآية بأن الله تعالى هو من يقرر شريعته لخلقه وعباده لا الناس فيقررون ما هو جائز أو غير جائز. وما هو مقدس أو مدنس فسبحان من:
(لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْئَلُون)([102]).
وإذا كان الله سبحانه وتعالى يعظم جبل عرفة والمشعر الحرام وحجر إسماعيل ومقام إبراهيم فجعله من الآيات البينات، فقال سبحانه وتعالى:
(إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَ هُدىً لِلْعالَمينَ (96)فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهيم...)([103]).
فكيف ببيت هو من بيوت:
(...أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فيها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصال)([104]).
ان لا يعظم ويقدس ويصان وأي حرمة أعظم من بيت الوحي والتنزيل ومهبط الملائكة وصدور الشريعة.
أفيكون فصيل ناقة صالح أعظم عند الله تعالى وهو دابة من بيت القرآن
[101] سورة البقرة، الآية: 158.
[102] سورة الأنبياء، الآية: 23.
[103] سورة آل عمران، الآيتان: 96 و 96.
[104] سورة النور، الآية: 36.