بأهمية القائد والقيادة.

ولذلك النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أراد أن يظهر للناس جميعا من خلال هذا المنهاج: أن بيت علي وفاطمة عليهما السلام، هو النواة التي يدور من حولها الإسلام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو المحل الذي ترتكز عليه قيام الأمة الإسلامية من بعده.

3 ــ إن خروج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من المدينة كان يترك فراغا روحيا كبيرا، مما يجعل الأنظار تشخص إليه ترقب خروجه وتترقب قدومه وقد لفها الشوق والحنين إليه.

والنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قد استوظف هذه الحالة، أي تحرك العاطفة والحس الوجداني فجعل هذه الأنظار تدون في أذهان أصحابها أن هذا البيت، بيت فاطمة هو الذي يحيي لكم أرواحكم، فحافظوا عليه، لأنه أهم ما يملك الإسلام بعد القرآن.

ولذا قال:

«فانظروا كيف تخلفوني فيهما»([50]).

4 ــ أن هذا المنهاج أيضا: هو منهاج تربوي لحفظ الروح العائلية، بين الأب والأبناء، فلذا كان آخر من يودع ابنته فاطمة وولديها وأول من يرى بعد رجوعه فاطمة عليها السلام ثم يثني بأزواجه.

[50] صحيح الترمذي: كتاب الفضائل: باب فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام، وهو عن زيد بن أرقم؛ كنز العمال: ج1، ص44، ح174.