نام کتاب : المولود في بيت الله الحرام نویسنده : الحسني، نبيل جلد : 1 صفحه : 54
وأن حجهم للبيت هو من دين إبراهيم
الباقي بينهم بالتوارث.
بل:
إنّ الروايات التاريخية تنص على أن المعظمين للبيت الحرام والصائنين له
هم قلة قليلة من المكيين وهم أهل الحرم فكيف بالأعراب وسكان الصحاري وأهل المدن
كالشام واليمن والطائف وغيرها الذين ينظرون بعين الحسد لما تنعم به مكة من حركة
اقتصادية تفرضها قوافل القادمين لحج البيت.
الذي لم يبقَ من مناسكه الإبراهيمية إلا القليل.
فلا الطواف طواف إبراهيم ولا السعي بين الصفا والمروة سعي إبراهيم عليه
السلام؛ ولا التلبية حول البيت تلبية إبراهيم عليه السلام.
فإما الطواف فقد كانت بعض قبائل العرب تطوف وهم عراة بادية العورة([65])، قد
اتخذت من التصفير والتصفيق مناسكا([66]).
وأما السعي بين الصفا والمروة، فقد كانوا يبتدئون بصنم ويختمون بصنم آخر
وهما إساف ونائلة.
وأما التلبية: (فقد كانوا يلبون إلا أن بعضهم كان يشرك في تلبيته فكانت
قريش وكان نسكهم لإساف تقول: لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك
تملكه وما ملك).
وكان لكل قبيلة تلبية ــ وإنها تبدأ بتلبيتها من أصنامها ــ فكانت تلبية
من