responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 91

التي كانت أرضيتها مهيأة بمعونة الاستعمار والتخلف في الأمة. فبعد ثورة الاتحاديين (1908م،1326هـ) دخلت أوضاع البلاد الإسلامية في دوّامةٍ من الصراعات التي مزقت وحدتها بل حولتها إلى أشلاء مقطعة جاهزة للاستيلاء عليها والتحكم بها. ففي العراق «أخذت تدوّي بشكل متزايد المطالبة بتوسيع الحقوق السياسية للأهالي في حكم العراق، وزيادة نسبة الموظفين العرب في الإدارة المحلية، بل وطرحت أيضاً قضية الاستقلال الذاتي»([92]). وهذه الحالة تعتبر من إفرازات ذلكالصراع.

ب. مواجهة الواقع الثقافيللأُمة

إن مسألة قيادة الأُمة - سياسياً وإدارياً - ترسم إطار التعاطي الشعبي معها، لأنها تشكل أبرز مظاهر الارتباط بين الراعي والرعية، وأكثرها حساسية ودقة، فهي ترتبط بمصير الأمة من ناحية، وإنها شاملة لكافة مناحي الحياة المعيشية من ناحية أخرى. فهي ليست محصورة بالمعاطاة التجارية، أو العلمية، بل هي عامة تعكس آثارها على الحياة عموماً. وقد قيل قديماً «الناس على دين ملوكهم» إذا كانت حالة الاستيعاب لدى السلاطين ناضجة، بدرجةٍ معينةٍ تحفظ الحقوق والواجبات للحاكم والمحكوم، فقد ورد عن الإمام علي عليه السلام قوله: «آلة الرياسة سعة الصدر»([93]).

أما إذا افتقدت الحالة الاستيعابية لدى الحاكمين، وضاقت صدورهم من الناس في توجيه وعيهم، وتنمية أدوارهم الإيجابية عن قناعة، إثر تطور الأحداث، حينذاك يحدث الاصطدام الذي يبدأ - لعلّهُ - من نقاط بسيطة في الزوايا العامة، ثم تتطور الحالة، - إذا لم تعالج معالجة صحيحة - لتصل إلى درجة الانتقاد، ثم الاعتراض، ثم التمرد والثورة ضد الواقع المؤلم. وقد تراكمت - بمرور الأيام - تلك السلبيات في وعي


[92] منتشاشفيلي، البرت. م: العراق في سنوات الانتداب البريطاني، مرجع سابق،ص112.

[93] نهج البلاغة، باب الحكم والكلمات القصار، رقم176.

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست