كان يواكبه على الدوام تطور ملحوظ في أساليب الاستعمار والحكّام المتسلطين على الأمة للوقوف أمام حركة الإسلاميينالناهضة.

وهكذا يبقى الهاجس المخيف لطموحات المستعمرين وصنائعهم في المنطقة، هو الإسلام والمبدئيون الواعون، لذلك اجتهدت -وتجتهد باستمرار - دوائر الاستعمار في محاولات طمس معالم هذا الدين الحنيف، خصوصاً في اتجاه النهضة السياسية وبناء الوطن، وذلك بشتى الوسائل والأساليب الماكرة. وقد كانت هنالك - للأسف - استعدادات ذاتية لدى بعض الناس لتقبّل تلك التاثيرات الخارجية، وبصراحة أدق، إنها ساعدت عملية إنزال الفأس بالرأس - كما يقال، ومع ذلك أعود وأكرر القول - بأن الخوف الواقعي الذي يهزّ أعماق المستكبرين والانتهازيين، يأتي من الشريعة الإسلامية ومن أصحاب المبادئ، الملتزمين والواعين الذين يتحملون مسؤولية توجيه الأمة، فكرياً وسياسياً وإدارياً. وذلك لكون الشريعة الإسلامية تمتلك من الحيوية الدائمة والحركية المتفاعلة مما يؤهلها لقيادة دولة الإنسان، وإدارة شؤون البشر بعدلٍ وأمنٍ واستقامةٍ، طبعاً إذا توافرت لها الشروط والإمكانيات الكافية لتحطيم تلك القيود ودفع الشبهات التي وضعها المستعمرون، أمام المسلمين، لغرض إقفال طريق النهضة أمام مسيرتهم، وتطويق الشريعة في أُطرٍ محدودة، وإشغال المسلمين فيما بينهم بالنزاعات الداخلية، وإثارة الفتن الطائفية والقوميةوالإقليمية.

ففي هكذا ظروف إيجابية ستفجر الأمة المتماسكة بمبادئها وقيمها طاقاتها العلمية والعملية، في سبيل تنفيذ ما يتوصل إليه العلماء المجتهدون، والواعون لمقاصد القرآن الكريم وسنة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة الأطهار من أهل البيت عليهم السلام، والعارفون بسيرة الصالحين من الصحابة والتابعين، في طريق بناء الوطن المزدهر بخيراته، والعزيزبشعبه.