شكّل نوري
السعيد وزارته، بتكليف من الملك في 23 آذار 1930م، 23 شوال 1348هـ([1501])
وأعلن منهاجه الوزاري الذي جاء فيه: «..جئنا إلى السلطة وفي أذهاننا هدفان رئيسيان
هما: 1- انتهاج سياسة ترمي إلى إنشاء عراق مستقل مسالم معترف بالجميل لحكومة
(بريطانيا). و2- معالجة الوضع الاقتصادي الصعب في البلد»([1502])،
ومما يذكر فإنه بدأ بداية قوية في أعماله السياسية والإدارية، فطلب من الملك إجراء
انتخابات المجلس النيابي لغرض تصديق المعاهدة، والنظر في قضية الدفاع والجيش
النظامي، وأطلق شعارات للاصلاح الإداري، والمسألة الأهم التي تركزت في فترة حكومته
الأولى، مواصلة المداولات والمفاوضات مع السلطات البريطانية منذ 3 نيسان
[1500]
نوري السعيد: هو محمد نوري بن سعيد أفندي من عشيرة القره غول. ولد في بغداد عام
1888م. أتم دراسته في المدرسة الإعدادية العسكرية سنة 1903م، ثم واصل دراسته في
استنبول بالمدرسة العسكرية، وتخرج منها في 1906 برتبة ملازم ثان، وقد التحق بالجيش
العثماني السادس المرابط في العراق. ثم دخل مدرسة أركان الحرب. عمل مع عزيز علي
المصري وأحرار العرب في جمعية العهد، فرّ من استنبول إثر الملاحقات للشباب العربي
إلى مصر ثم بغداد والبصرة حيث التجأ إلى زعيمها السيد طالبالنقيب.
انضمّ إلى الشريف حسين وعُيّن رئيساً لأركان الجيش
الشمالي بقيادة الأمير فيصل، صحب فيصل إلى باريس للاشتراك في مؤتمر السلام، وزار
لندن وباريس مرة أخرى مع فيصل في عـام 1919 لمفاوضة الحكومتين البريطانية
والفرنسية. وبعد انهيار حكومة فيصل بالشام عاد إلى بغداد في 1921 فعُيّن رئيساً
لأركان الجيش العراقي، فمديراً للأمن العام، ثم عاد لرئاسة الأركان بالإضافة إلى
وكالة وزارة الدفاع في الوزارة السعدونية الأولى 1922 ثم وزيراً للدفاع في 1923.
وقد انتخب نائباً عن بغداد في المجلس التأسيسي 1924، ثم نائباً عنها في مجلس
النواب 1925. وقعّ معاهدة صداقة مع تركيا في استنبول نيابة عن الحكومة العراقية.
ألّف وزارته الأولى في 23 آذار 1930، وقد تولى رئاسة الوزارة بالإضافة إلى وكالة
وزارة الدفاع لأربع عشرة مرة حتى ثورة تموز1958.