5- الاستفادة من العامل الدولي، والاتصال بالبلاشفه لمساعدة العراقيين تسليحاً ودعماً سياسياً، مع رفع الضغط عن المسلمين في الجمهوريات السوفياتية. والدعوة إلى فهم الإسلام من جديد»([1358]).

هذا وقد استمر الإمام الخالصي في نشاطاته الإسلامية في مشهد حتى وافاه الأجل في 11 رمضان 1343هـ، الموافق 5 نيسان 1925م، ودفن فيها ضمن تظاهرة - علمائية وشعبية - نادرة. وكان لنبأ وفاته أثر كبير في بغداد والكاظمية وبقية مدن العراق، على المستوى الحركي والشعبي. حيث ضجّ الناس في الكاظمية بالبكاء والعويل، وأصبح اليوم التالي يوم حداد عام، وخرجت مواكب العزاء من كافة أطراف الكاظمية نحو مدرسة الخالصي، ويذكر أن موكب الأعظمية من الطائفة السنية قد شارك مع مواكب العزاء بهذهالأهزوجة:

«يا عمود الإسلام حامي الشريعة *** يتّمت ها لمخلوق سنة وشيعة»

وكانت الحكومة بمثابة الشخص المتفرّج على تفاعلات الأحزان عبر إلقاء الأشعار والخطب وإقامة الاحتفالات الحزينة، التي كانت تستبطن روح المقاومة الإسلامية ضد الحكومة والإنكليز([1359]).

[1358] جزء من الرسالة الجوابية للشيخ جوادالخالصي.

[1359] الوردي، المرجع ذاته، ج6، ص248-254. تجد تفاصيل بعض الاحتفالات، كذلك ذكـريات المؤلف الشخصـية عنهـا. ومـن طريـف ما يذكره عن مجالس الفاتحـة والعـزاء وأحاديـث الخطباء وأقوال الناس في تلك المجالس، حسب ما يستذكره من أيام صباه، ومن المناسب أن نستمع إليه حيث يقول: «كنت يومذاك صبياً في الثانية عشرة من عمري، ومن طريف ما أذكره، إن الناس حين كانوا يتحدثون عن نفي الخالصي وموته يشبهون ذلك بمقتل الحسين عليه السلام، فكانوا يقولون إن يزيد بن معاوية هو اليوم جورج الخامس، وعبيد الله بن زياد هو فيصل، وعمر بن سعد هو عبد المحسن السعدون، أما شمر بن ذي الجوشن فهو عبد الرزاق الفضلي، ونسي الناس أن يذكروا أنهم أنفسهم أهل الكوفة». الوردي، د. علي: المرجع نفسه،ص252.