responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 696

قُدّم إليهم للعودة مقابل إعطاء تعهد شخصي وخطي بعدم تدخلهم في شؤون العراق السياسية. وكان الشيخ الكبير [الإمام الخالصي] رحمه الله ومعه الشيخ محمد (الوالد) يريان أن هذا التعهد يشكل نكبة كبرى لجهاد المسلمين في العراق والمنطقة، واستسلام مريع لإرادة العدو، وتفريط بكل الجهود والدماء المبذولة طوال سنوات المقاومة. [ويضيف] قد جرى الحوار، وتصاعدت وتائره لأن الشيخ الخالصي كان يصرّ وبعنف، وكانت تأتي ضغوط على الآخرين لكي يتخلصوا من ضغوطه ويستمروا على هذا القرار.. وبسبب استمرار الخلاف طلب الإمام الخالصي الكبير، التحكيم عند أيّ عالم بارز يقبله الطرف الآخر، وقد اختاروا الشيخ الحائري اليزدي. مؤسس حوزة قم، وأستاذ المراجع المتأخرين، وقد حكم الرجل رغم عدم إشتغاله بالسياسة، لصالح الموقف الذي طرحه الشيخ الخالصي»([1354]). والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو، لماذا تخلّى العلماء عن الخالصي في تلك الظروف الحساسة؟ نترك الإجابة لحفيد الإمام الخالصي الشيخ جواد حيث يقول: «أما سبب تخلي العلماء.. فإن ذلك يعود إلى سببين خارجيين، وسبب نفسي داخلي، أما الخارجيان فهما محاولات الاسترضاء من قبل فيصل ومن ورائه الإنكليز في دعوتهم إلى العودة المذكورة مع إصرار الإنكليز على ترك الشيخ الخالصي فيما لو أصر على مواقفه وهو مصرّ عليها كما يعلمون. والثاني الذي يتممّ الأول هو ضغط الحكومة الإيرانية، لدفع العلماء إلى العودة بأي شكل من الأشكال. تخلصاً منهم، واحتمال اعتراضهم على بعض مشاريعه، وتنفيذاً للخطة الإنكليزية التي تريد عودتهم مقيّدين وعاجزين عن أية حركة. أما السبب النفسي الداخلي، فهو إحساسهم (العلماء العائدين) بعجزهم عن مواصلة المسيرة واليأس من استمرار الكفاح بعد تسلط الإنكليز على أكثر البلاد الإسلامية، وتشتيت المجاهدين وسقوط الدولة العثمانية. هذا كله إضافة إلى الرغبة في بناء المجد الشخصي (فإنهم بشر


[1354] من الرسالة الجوابية للشيخ جواد الخالصي. المشار إليها في الهامشالسابق.

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 696
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست