responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 679

2- اعتقال ونفي العلماء المراجع - رأس التحرك الإسلاميورموزه-

لقد شخّصت سلطة الاحتلال - بدقةٍ ووضوح - العقبة الكأداء أمام مشروعها الاستيلائي، بأنّها تتجسّد في العلماء المراجع ومن يتبعهم من رموز التحرك الإسلامي والوطني الذين يحركون الساحة باتجاه المعارضة. لذلك توصلت سلطة الاحتلال مع الحكومة والملك، إلى أن مشروعهم الاستعماري لا يمكن اجراؤه بسلام إلاّ بعد أن يتم تجفيف مصادر الفتاوى الشرعية، وتصفية المراجع الكبار، وذلك بإبعادهم عن الساحة السياسية تماماً، والذي سيعكس هذا الإجراء بدوره تشتيت العمق الجماهيري للعلماء المراجع في كافة مناطق العراق. وبالفعل انصبت الجهود نحو تحقيق الهدفين المذكورين عبر توجيه ضربة قاصمة للعلماء أشبه ما تكون بالمغامرة، والاستفادة من محاولات تقريب بعض وجوه العشائر والأعيان لمواقف الملك والحكومة. وفي حالة إنزال الضربة للعلماء يتم التخلص من وجودهم الفاعل بالساحة، ومن ثم تشل الحركة الإسلامية من الصميم وبالتالي يتفرق الناس بصورة عامة عن تلك المواقف الصلبة. وبالنتيجة سيصلون - على الأقل - إلى معركة سياسية متكافئة الجانبين، ليتمكنوا من الحضور في حلبة الصراع، والشروع بالمواجهة الفعلية، على عكس الجولة الأولى التي انتهت بهزيمة نكراء للسلطة أمام الإسلاميين. في هذا الظرف الحساس، أصبحت الحاجة ملحة لدى السلطات البريطانية لرجل المهمات البريطانية الصعبة، مقررةً دعمه دعماً استثنائياً في سبيل دفعه لخوض هذه المغامرة، وكانت استعدادات عبد المحسن السعدون واضحة للإنكليز - كما بيّنا سابقاً - فاتخذوه خير مطية لتطبيق سياسة العصا الغليظة ضد المعارضة الإسلامية، وعلى رأسها العلماء المراجع([1319]). وبالفعل كان السعدون رجل


[1319] راجع مواقف السعدون وتدابيره ضد التحرك الإسلامي، وبالذات علماء الدين لدى: فرج عبد الله، د. لطفي جعفر: عبد المحسن السعدون، دوره في تاريخ العراق السياسي المعاصر، مرجع سابق، طبع مطبعة الخلود بغداد، ص86-92.

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 679
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست