responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 678

على القواعد الشعبية، وبعض الوجهاء وبعض القيادات الدينية أيضاً، تفكّكت - بنسبة معينة - أواصر المعارضة، وتفتّت التماسك المصيري الذي كان يربط الناس بالعلماء المراجع بدرجة كبيرة، فــ «زعماء العشائر من جهتهم انقسموا على أنفسهم حول الموقف، مما أدى ذلك إلى إثارة أزمة [اللاّثقة] في صفوف المعارضة، وهذا ما كانت تريده بريطانيا»([1318]). فانشق تيار المعارضة الإسلامية في بغداد وعشائر الفرات في الوسط والجنوب، وتخلخل توازن الإسلاميين وامتداداتهم، بانجذاب بعض رؤساء العشائر باتجاه الملك، فعزلت بعض القيادات الدينية عن الساحة السياسية بصورة عملية. ومع هذه التطورات استمرت القيادة المرجعية على مواقفها المبدئية الثابتة ضد الأجنبي المحتل، وواصلت مواقفها الوطنية على الطريقة ذاتها، ضد الحكومة العراقية الماضية في مشروع التسوية على حساب حق الشعب في محاولة حصوله على الاستقلالالتام.

وربما كان من المفروض - كما يبدو لنا - إثر معطيات المواقف المستجدة أن تتبدّل السياسة القديمة لدى القادة الإسلاميين بـ(تكتيكات) مرحلية مناسبة لـ (تكتيكات) السلطة والملك، وذلك ليتم الحفاظ على العمق الشعبي للقيادة الإسلامية، الذي هو بمثابة الدروع الحصينة للعلماء المراجع، والسواعد المعتمدة لتنفيذ فتاواهم في ساحة المعركة، لكي لا يدخل العلماء والإسلاميون في معركة مكشوفة ليس لها الغطاء الاجتماعي الكثيف، الذي يضمن إسقاط الشرعية الشعبية من العدوّ الماكر، ويعرقل تقدمه. ومع ذلك نعود لنقول: إن استمرار القيادة على النسق نفسه في التصعيد والمواجهة ودخول المعركة بإصرار - هو بحدّ ذاته - تعبير عن الإرادة الإسلامية الصلبة، لدى المراجع الكبار، وذلك لما يتحلّون به من روحٍ مبدئية صادقة. إلاّ أنهم انفردوا - تقريباً - في مواجهة الإجراءات التعسفية التي نالت أشخاصهمبالنتيجة.


[1318] ضياء الدين، خالد: العراق من الانتداب حتى الاستقلال، مجلة بصائر، العدد الثالث، السنة الثانية،ص244.

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 678
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست