responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 610

إن هذه الحادثة المروعة أحدثت ردة فعل شديدة في الأوساط العراقية، خصوصاً حينما لوحظ أن الموقف الرسمي للحكومة لم يتناسب مع حجم الكارثة، وقد وجهت القيادة الدينية والمعارضة السياسية اتهامها إلى الإنكليز في هذه العملياتالهجومية.

ويبدو أن الإنكليز أرادوا بهذا التحريك العسكري لابن سعود ضرب عصفورين بحجر واحد - كما يقال - وذلك لإرباك التحرك الإسلامي وخاصة الحركة الجهادية المتنامية في وسط وجنوب العراق، عبر إيجاد نقلة نوعية في شعور العراقيين نحو العدو المتربص بالعراق ووحدته وخيراته، ومما لا يخفى أن هذه الحالة تفرض تفاعلات معينة في الساحة، ومن الطبيعي أن تتجمّد - مرحلياً - شعارات ونشاطات المعارضة للانشغال بالعدوان على الوطن من قبل عصابة الوهابيين، الذين ينطلقون من مبدأ تكفير الآخرين خصوصاً الشيعة، فآستخدمتهم قوى الاستعمار ليعيثوا في البلاد فساداً ودماراً، بالعنف والقتل والسلب بحق المؤمنين الآمنين في ديارهم، فالتكفيريون كانوا ولا زالوا ينطلقون من أفكارهم الهدّامة، هدفهم تفريق وحدة المسلمين وتمزيق تماسكهم، وذلك عبر إثارة الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة، خدمةً للمصالح الاستعمارية، فعملهم الإرهابي العدواني على مدن وعشائر شيعة العراق تمّ بتدبير الإنكليز، وبالتالي أدى إلى تكريس مسألة ضرورة وأهمية الاحتفاظ بالقوات البريطانية في العراق لصد العدوان عن الوطن وأهله. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، كان هذا العمل الإرهابي بمثابة رسالة شديدة اللهجة إلى الملك، ليسير بانضباط تام تحت المظلة البريطانية، وعليه لا يمكن أن «ننسى ما كان بين العائلتين الهاشمية والسعودية، من عداء قديم، وعندما حدثت غارة (الأخوان) تألم الملك فيصل منها ألماً شديداً، وقد زاد في ألمه ما وجد لدى (كوكس) من فتور وتردد في اتخاذ التدابير الرادعة ضد الأخوان»([1173])، «وكانت خطة الإنكليز أن يسعوا بعد الحادث إلى القيام بدور الحَكم المصلح وتنظيم


[1173] الوردي، المرجع السابق، ج6،ص132.

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 610
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست