responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 606

العراقيين بامضائهم صك العبودية جهلاً ولو باسم فيصل..»([1164]).

وعلى ما تقدم، لقد كان فيصل معروفاً لدى أقطاب المعارضة، بأنه مرشح الإنكليز، إلا أن أحد القادة يأتي منفرداً ويستخدم تكتيكاً سياسياً معه، يتوقع من خلال تكتيكه أن يربح الجولة ضد الإنكليز!، هنا بالتحديد تكمن السذاجة في العمل السياسي، وبالفعل لقد خسر التاكتيك والاستراتيجية فيما بعد. يقول محمد مهدي البصير: «سأل بلفور - حاكم بغداد العسكري - السيدي~ن جعفر أبو التمن وعبد الرحمن الحيدري، من اخترتم، فردّ عليه الحيدري بقوله: اخترنا حليفكم»([1165]).

وهنالك فكرة يمكن أن نقدمها - أيضاً - في اتجاه التحليل لظاهرة الاختلاف في الموقف السياسي، وهي أن العمل الجهادي والثوري - عادةً - يفرض تنسيقاً في حدود معينة في الجهود، ويدفع نحو رصّ الصفوف ضد العدو المشترك والهدف الموحد، فلا يبرز موقف معاكس للموقف العام في ظروف المقاومة والتضحية إلاّ نادراً. وإن كانت بذور الاختلاف موجودة في الأوساط الحركية، إلا أنها لا تجد المناخ المناسب لنموها وبروزها في الساحة السياسية والدينية، وبالذات لدى القيادات الواعية، ولكن في العمل السياسي وما يرافقه من الظهور في وسائل الإعلام، والحصول على الإمكانيات المالية والمواقع السياسية والوطنية، ضمن هذه المؤثرات، - عادةً - تبرز القناعات المتضاربة، وعندها تُسكب العبرات، وكلٌّ يحمّل وجهة نظره استحقاقات المرحلة، ويقدّم مسوّغات خاصة لتدعيم رأيه، وهذا المطبّ الخطير هو الذي أضعف الموقف الوطني في المعارضة السياسية في المرحلة الحرجة، و«ذلك لأن تأييد أحد الاتجاهين لفيصل، والركون إلى سياسته، شلّ من فاعلية المعارضة للإنتداب والحكومة، وسهّل بالتالي لكثير من قيادات المعارضة الدينية والسياسية، لاسيما رؤساء العشائر، الانتقال إلى جانب الحكومة


[1164] الخالصي، محمد مهدي: في سبيل الله (مذكرات) ص365-366.

[1165] البصير، محمد مهدي: تاريخ القضية العراقية، ج1، مصدر سابق،ص86.

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 606
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست