responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 54
الصناعات والاكتشافات، حتى لـمّا شاهدوا بالوناً يحلّق فوق العاصمة ظنوه من أعمال السحر والكيمياء. قد سبقتها دول أوروبا الصغيرة في الأخذ بأسباب المدنية والرفاه العام..»([33]).

هذا، والذي يمكن أن نشير إليه ضمن بيان حالة السياسة العامة للدولة العثمانية على مستوى الداخل هو وصول الدولة إلى درجة التآكل والضعف في نهاية المطاف، هذه الحالة تزامنت مع ظهور أوروبا المتنمّرة على مسرح الأحداث الدولية ضد الدولة العثمانية من الخارج فتمّ تطويقها تطويق السوار الحديدي بالمعصم، وبالفعل أصبحت الدولة العثمانية بين كمّاشتين خطيرتين، إحداهما داخلية تمثلت بجمعية الاتحاد والترقي وانعكاسات سياستها على الشعوب الإسلامية. والثانية خارجية من الدول الأجنبية التي استنفرت قواها لاختراق الكيان الإسلامي العثماني حكومة وشعوباً، بل لافتراسه وتوزيع تركته الهائلة. ولابد أن نشير أيضاً -ونحن في صدد تبيان الخطر الداخلي المتمثل في ثورة الاتحاديين - إلى دور أعداء الإسلام والدولة العثمانية من دعاة القومية التركية ومن ثم القومية العربية، التي نشأت رداً على الطورانية، وبتحريض منسق من الاستعمار واليهود بالتحديد، حيث تلاقت أهداف أعداء الشريعة الإسلامية، وأعداء الدولة العثمانية، في داخلها وخارجها لوضع خطط سياسية محكمة لغرض إنهاء وجود الدولة العثمانية من قبل دعاة القومية التركية، وكذلك لترويج فكرة القومية العربية ودعمها بشتى الوسائل لتنال الدول العربية استقلالها عن الدولة العثمانية، ومن ثَمَّ ستسقط أسيرة في شراك الدوائر الإستكبارية تحت بريق التحرر والثورة!! وذلك لضعفها وتجزأتها، وبالفعل هذا هو الذي حصل بالنتيجة. يقول محمد علي الزعبي:


[33] المرجع ذاته، ص154. للمزيد من المعلومات راجع الفصل الثالث من المرجع ذاته (دور القيادة العثمانية). ص144-155.

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست