responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 535

الحاكم الملكي العام تحريراً سياسياً مجرداً، فجاء بنتائج معاكسة لما أراد..». أما رسالة الإمام الجوابية فيقول عنها: «خطيئة كذلك، إذ كان عليه أن يغتنم الفرصة، ويعتبر الكتاب طلياً صريحاً لمفاوضة الصلح، وينقذ الثورة من هزيمة كانت مؤكدة، ويحفظ للثوار هيبتهم، وللعراق مقامه ومفاخره، إلا أنه تضمن روح المباهاة، والفخر، والشعور بالقوة، والاعتزاز بها، وعدّد مظالم الحكومة المحتلة فأثار حرباً جديدة، وسدّ باب المفاوضات سدّاً نهائياً»([1004]). وأما الأستاذ فياض فيقول في هذا الصدد - لقد-: «أجاب شيخ الشريعة الحاكم الملكي العام بجواب ذي لهجة شديدة لا يتناسب وإمكانيات الثوار [ويضيف].. ويقوم جواب شيخ الشريعة السلبي على طلب الحكومة بالمفاوضة كدليل على قلة الخبرة السياسية لدى قيادة الثورة التي أنيطت بالدرجة الأولى بالروحانيين [علماء الدين]، رغم قلة خبرتهم بأمور السياسة ومراميها البعيدة»([1005]).

ومع تقديرنا للأستاذيْن الفاضليْن على ما قررّاه، إلا أنهُ من الممكن توجيه هذا الموقف الصلب للقيادة الإسلامية في صراعها المرير ضد سلطة الاحتلال، ضمن المعطيات الملموسة على الأرض من سياستهم ووعودهم المتكررة، وعليه فإن صدقية سلطة الاحتلال أصبحت مهزوزة أمام العلماء والرأي العام أيضاً، فمنذ احتلال العراق أثبتت الأحداث مراراً، بأن الوعود البريطانية التحررية لا تتجاوز حدود الشعارات والبيانات التخديرية، وإنها غير جدية في تنفيذها على الإطلاق، يقول الشيخ محمد رضا الشبيبي «وهكذا دلت التجارب على أن العبرة ليست بالألفاظ المعسولة أو الأقوال الخلابة، وهكذا اتضح بأن السلطة البريطانية المحتلة تبيّت للعراقيين شراً مستطيراً،


[1004] الحسني، عبد الرزاق: الثورة العراقية الكبرى مرجع سابق، ص178. طبع دار الكتب - لبنان، ط4، 1398هـ، 1978م.

[1005] فياض، د. عبد الله: المرجع ذاته، ص331-332.

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 535
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست