نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد جلد : 1 صفحه : 525
الإنكليز،
وكلّف (لورنس) أيضاً بالبحث في البصرة عن إمكانيات قيام حركة عربية. وكان القوميون
العراقيون مهيئين لمثل هذا الموقف. فقد أثارت حفيظتهم إجراءات الشنق الواسعة
النطاق في بيروت ودمشق، والفظائع في الحلة، كما شجعتهم الانتفاضات الناجحة في
النجف وكربلاء.. واستناداً إلى فيضي، يبدو أن (لورنس)، خلال إقامته في البصرة،
قابله مرتين في 7 نيسان/ أبريل 1916م، [4 جمادى الثانية 1334هـ]، لبحث شروط الحركة
العربية في العراق، وكانت حجج (لورنس) تستند على الافتراض بأنه إذا ثار عرب العراق
ضد الأتراك، فسوف تضمن بريطانيا لهم الحرية والاستقلال. وقد ذكر أنه لا توجد لدى
الحكومة البريطانية أو الشعب البريطاني أية نوايا استعمارية إزاء العراق. ويدّعي
فيضي أن (لورنس) عرض عليه تقديم كافة المساعدات والإمكانيات المتوفرة في حالة
قبوله قيادة الثورة المقترحة [من قبل بريطانيا]»([983]).
هذا، وقد
أبدى طالب النقيب تنازلات هائلة للبريطانيين، وأبدى استعداده التام كحليف مطيع
لبريطانيا([984]).
ومع نمو
هذه التوجهات على الساحة العراقية في تلك المرحلة فقد «مثلت المعارضة الإسلامية
التيار الأوسع والأقوى الذي قاد في الغالب سائر تيارات المعارضة»([985]).
وبالفعل سنلاحظ دخول المعارضة الإسلامية بقيادتها العلمائية في مواجهة سياسية
ساخنة ضد مشاريع السيطرة البريطانية باختلاف أساليبها وأطروحاتها. ولكن وبالرغم من
السياسة الترويضية الشديدة التي اتبعتها سلطات الاحتلال ضد الإسلاميين بشكل عام
وضد العلماء المتصدين للساحة السياسية بشكلٍ خاص، بقي العلماء
[983] نظمي، د. وميض: المرجع
ذاته ص110-111. حول موضوع العلاقة بين (لورنس) وفيضي راجع: فيضي، سليمان: في غمرة
النضال. (مذكرات) مصدر سابق ص206-266.