responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 515

السياسية الوطنية المرتبطة بهم - عن الساحة السياسية والإدارية، وذلك خشية أدائهم السياسي والإداري الذي يفرضه عليهم الإسلام بقيمه الوطنية والإنسانية المستقلة، هذا الأداء الوطني المستقل يضرّ بوجود المحتلين على أرض الرافدين وبمصالحهم المتعددة، فكانوا يحاربونهم تارةً بسلاح الطائفية والمذهبية، وتارةً أخرى بسلاح العلمانية وعدم الالتزام الديني، والحقيقة أن مغزى المعركة يستهدف الحضارة الإسلامية التي كان ينشدها الإسلاميون من خلال تأسيس دولتهم بعد تلك الثورة التحريرية التي خاضوها بشجاعة فائقةٍ وتضحياتٍ جسيمة. تلك الدولة التي أراد الإسلاميون أن يجعلوها نموذجاً لاقامة حكومة العدل الإلهي على الأرض، مستوعبةً التوجهات القومية والوطنية والمذهبية ضمن الإطار المشروع. إلاّ أن هذا الطموح الإسلامي تلكّأ تحقيقه في تلك المرحلة إثر الهزيمة العسكرية لثورة العشرين، فواصلت الدوائر البريطانية والحكومات المحلية السائرة على نهجها، مسيرتها نحو إتمام فصول المعركة المصيرية. مع أن السلاح الطائفي الذي استخدمته الدوائر البريطانية، قد تمّ كشفه وإفشاله من قبل الإسلاميين الواعين لدى الطرفين الشيعة والسُّنة، خصوصاً أيام ثورة العشرين الشاملة، وبالفعل لقد عاشت الساحة العراقية تجربة حية تجسّدت فيها الوحدة الإسلامية على المستوى السياسي والجهادي أيام الثورة، بالرغم من محاولات الإنكليز في إثارة الفتنة الطائفية لاضعاف الثورة، ومما يذكر أن الإنكليز «اصدروا البيانات ووزعوا النشرات في المناطق السُّنية من العراق تحاول صبغ الثورة بالصبغة الطائفية - الشيعية - لكي يقف أهل السُّنة على الحياد، إنْ لم يقفوا ضد الثورة إلى جانب المحتلين، لكنّ الوعي الإسلامي آنذاك أحبط المؤامرة وقضى على الفتنة في مهدها.. عندما أعلن علماء السنة وجماهيرهم عن تأييدهم للثورة وتجاوبهم معها»([978]).


[978] الآلوسي، محمد: في التسنن والتشيع، رؤية إسلامية معاصرة - بيروت - دار المحجة البيضاء 1992م،ص104.

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 515
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست