الهادفة، دعم النظرية القومية في تحليل الأحداث التاريخية، بكافة السبل والوسائل، سواء أكانت طرقهم هذه ضمن القناعات الشخصية، أم ضمن القرارات المفروضة عليهم، في كتابة التاريخالحديث.

ومن هنا نقول: ان الأحداث أثبتت بأن الساحة العراقية - آنذاك - كانت تتحرك لغرض تطبيق الإسلام، الذي يشكل قمة الطموح الحركي، وغاية الأهداف الثورية، وبتطبيق الشريعة الإسلامية يسود العدل والمساواة بين الناس أمام القانون. ومعنى ذلك، أن العلماء والمثقفين الإسلاميين كانوا في سعي حثيث، لفصل الإسلام عمّا يجري في الإدارة المحلية من سلبيات في السلوك والتصرف، الذي يعتبر انعكاساً مباشراً لسياسة الاتحاديين.

ولنا إلتفاتة أخيرة، لدعاة القومية العربية، ندعوهم - أدبياً - ألاّ يحمّلوا أحداث التاريخ أكثر ممّا تتحمل، فان التفسير التحميلي القاسي يسيء لهم أكثر ممّا ينفعهم. فالأحداث، هي اللسان المعبر عن خلفياتها الفكرية، ومنطلقاتهاالحركية.

ان العروبة، والعشائرية، والإقليمية، والمحلية، كلّها قيم اجتماعية لها احترامها في حدودها المشروعة، إلاّ أنْ تصل الحالة إلى مستوى المزايدات، والمهاترات بينها وبين الإسلام! حينذاك ستعزّز مفاهيم الجاهلية بعينها - فعلاً - بينما العزّة الحقيقية هي لله ولرسوله وللمؤمنين، فلا تتحقق العزّة والوحدة والكرامة لشعب العراق والأمة العربية إلاّ من خلال تطبيق الإسلام بوعيعصري.

أما أن يتم تفسير مسيرة التاريخ الجهادي في العراق على أساس القومية العربية، بتفريغ روح الإسلام منها، إنّه - بالتأكيد - توجّه بعيد عن المنطق، والأصول العلمية، لأنّنا نؤمن بأنّ الإسلام هو الوعاء المقدس الذي يحتوي الجميع دون فرق، ويتم التمييز والتفاضل على أُسس التقوى والعمل الصالح، ومقدار التضحية من أجل مبادئ