responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 225

المقدسة، وعن وجود مقر المرجعية العليا للمسلمين الشيعة في العالم. فالقيمة المعنوية التي حملتها هذه العوامل لشيعة العراق تمثلّت فيما تعنيه هذه الرموز، من حضور يومي في الضمير الشيعي، والتي تزيد من تماسكهم وتنمي الشعور لديهم بأنهم أكثر من غيرهم حرّاس وسدانة العتبات المقدسة، والأكثر تبركاً بها، وبأنهم كذلك الحاضنون للمركز القيادي للشيعة الإمامية، والحافظون لعقائدها وتراثها.. وثمة خصائص أخرى أنتجت عن السمة القبلية الغالبة التي أتسم بها التركيب الاجتماعي لشيعة العراق. حيث شكلّت العشائر النسبة الأكبر في هذا التركيب»([361]). فإذن هنالك تنامٍ ذاتي في وعي المجتمع العراقي، له خصوصيته الذاتية، ولما كانت لغة التفاهم ضعيفة ما بين المجتمع بكل طبقاته وبين السلطة الإدارية، تكرّست حالة النمو الداخلي باتجاه توطيد العلاقة بين القيادة الدينية وبين القاعدة الشعبية، فبات اللجوء إلى ظل المرجعية الدينية الشيعية، يضمن الحقوق والواجبات الدينية والسياسية ضمن الإطار الشرعي، كما أن اللجوء إلى ظل العشيرة يحفظ الحقوق الشخصية والاجتماعية للفرد والجماعة معاً. وعليه فقد تعمّق الولاء للزعامة الدينية في النجف وكربلاء، كما كرّس حضور القيادة المرجعية في الأوساط الشعبية، فتلاحمت القواعد الاجتماعية والثقافية مع القيادة المرجعية، وبذلك برزت الطائفة بثقافتها وممارساتها ومواقفها السياسية كجماعة متميزة عن غيرها، لها أهميتها وقوتها على الساحة العراقية، فمن وراء المجتهد القائد، هنالك العمق الشعبي الكبير في العشائر والمدن. وبمعنى آخر، توافر العالِم المجتهد وهو رجل القرار المطاع من قبل شعبٍ شجاع، منضبط أمام قرارات وفتاوى القائد المجتهد، الذي يفكر بوعي وبصيرة لإنقاذ شعبه وبلاده. ومـمّا لا يخفى على الباحثين استمرار العلاقة غير الطبيعية بين الدولة العثمانية والشيعة على المستوى السياسي والإداري فضلاً عن القضية الشرعية وهي الأهم، حيث كان السائد عدم الاعتراف


[361] الرهيمي، عبد الحليم: تاريخ الحركة الإسلامية في العراق، الجذور الفكرية والواقع التاريخي، ص105.

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست