1. بروز أطروحة الإسلاميينالإصلاحية

ثمّت عوامل عديدة تفاعلت في الساحة الإسلامية على المستوى المحلي داخل العراق، وعلى المستوى الإسلامي العام، تركت آثارها على الساحة العراقية بشكل معين. فتفاعلت هذه العوامل والأسباب فيما بينها، وأفرزت عدة تيارات فكرية - سياسية شقت طريقها داخل المجتمع العراقي، وبالنتيجة توزعت اهتماماته وانتماءاته نحوها في تلك المرحلة. ومن خلال استقراء الأوضاع - آنذاك - كانت أطروحة الإسلاميين الإصلاحية تقع في موقع الصدارة، من بين التوجهات الثقافية والتيارات السياسية الأخرى، حيث برزت آثارها بشكل واضح، في تلبيتها لمتطلبات المرحلة وذلك على ضوء المعطيات الملموسة. وقبل الحديث عن الأطروحة الإصلاحية ورموزها وخطوطها الفكرية، ينبغي لنا أن نقف على أهم العوامل التي أدت إلى بروزها، وذلك بعد تبيان عاجل لأهم التيارات الأخرى التي انعكست آثارها في الساحةالعراقية.

لقد واجه الإسلاميون ظروفاً عسيرة بعد قيام ثورة الدستور عام 1908م، حيث أخذ نفوذ العلماء ينحسر عن الساحة انحساراً واضحاً، وذلك لتوجّه الاتحاديين نحو توطيد مركزية السلطة عبر إضعاف السلطات الدينية والاجتماعية، فانكمشت هيبة التجربة الإسلامية المتمثلة في دولة الخلافة العثمانية، ومن ثم تزعزعت ثقة الناس بها،