responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 166

إن التركمان - عموماً - يتميّزون بالألفة الاجتماعية والانسجام الخلقي مع المحيط الإنساني، فمنذ بدايات الفجر الإسلامي الذي أشرق على وادي الرافدين قبل أكثر من ثلاثة عشر قرناً، سكنوا الأمصار والثغور لحماية الخلافة الإسلامية، وذلك لما يتميزون منذ القدم بروح الشجاعة في القتال خصوصاً في المناطق الوعرة، لذلك تمّت الاستعانة بهم في حماية الثغور في العهود الإسلامية، كما ساهموا مع بقية المسلمين في النشاطات الثقافية والجهادية انطلاقاً من إيمانهم بالإسلام. وهكذا عندما انقسمت المنطقة إلى عدة دول ساهموا في بناء العراق فكرياً وعملياً، ووقفوا يدافعون عن العراق انطلاقاً من إيمانهم الوطني ومبادئ حقوق الإنسان. وبالفعل كانوا منسجمين مع متطلبات الحالة الإسلامية في مراحلها المتعددة، ومع مسؤوليات المواطنة وواجب الدفاع عن الوطن إلى جانب أبنائه المخلصين، فالتركمان مسلمون من الناحية الدينية وعراقيون من الناحية الوطنية، وبالفعل كان دورهم منسجماً مع النسيج الوطني في العراق، فقد سجّل التاريخ لهم مواقف مبدئية ووطنية، سياسية وجهادية ضد المحتلين للبلاد. «فبعد انهيار الخلافة العثمانية واحتلال الإنكليز للعراق وإخضاعه لانتدابهم الاستعماري، كان للتركمان مساهمة فاعلة في التصدي للغزو الأجنبي وهكذا قدموا شهداء بررة وخير مثال على المشاركة التركمانية ثورة تلعفر المشهورة ضد الإنكليز، وهكذا كان للتركمان شهداء إلى جانب سائر أبناء العراق في الدفاع عن وطنهم ورد الاعتداء عنه وسقط منهم ضحايا كثيرة، وهم يؤدون واجبهم الوطني هذه المرة، باعتبارهم باتوا جزءاً من رعايا دولة جديدة حددت حدودها الأطر الاستعمارية البريطانية بعدما كانوا يقومون بواجبهم الإسلامي في عهود الخلافة الإسلامية»([240]).

إن هذه الأصالة واضحة ضمن التركيبة الإسلامية التي انصهرت فيها القوميات المتعددة في الإطار الإسلامي العام، مع الاحتفاظ بالخصوصية الثقافية في اللغة والتقاليد


[240] الشهداء التركمان، المرجع ذاته،ص120.

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست