responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 136

لآلام وآمال الناس، فهي تحتضن وتوجّه عموم الفعاليات الاجتماعية والثقافية في مؤسسات المجتمع المدني، ونشاطات التبليغ ونشر الثقافة الواعية وإقامة الشعائر الإسلامية والمطالبة بحقوق الإنسان، بل النشاطات الحركية والسياسية العامة في الظروف الاعتيادية، من دون أن تسمح للسلوكيات الانفعالية والأعمال الارتجالية في الساحة الحركية، بأن تُملي عليها قراراتها، أو تفرض مواقفها. فالمرجعية الشيعية لها طريقتها في التعاطي مع الأحداث المستجدة وتفاعلاتها في الساحة، حسب ما تراه مناسباً من خلال وعيها المبدئي أي ضمن الإطار الإسلامي بما يخدم المصلحة الوطنية العامة. وهذا ما سنراه جلياً في ثورة النجف عام 1917م، 1335هـ.

هذا وقد ساهمت عوامل سياسية ومذهبية واقتصادية في نمو الروح المحلية، للعشيرة، والمدينة أو لطرف من أطراف المدينة الواحدة، إلى مستوى من العصبية غير الطبيعية. فمثلاً: يتقدم عدد كبير من أعيان ووجهاء البصرة باحتجاج مكتوب إلى حكومة الاتحاديين إثر تعيين أحد أبناء الموصل في منصب قضائي في البصرة عام (1909م،1327هـ) وذلك لأنه لم يكن بصريا! ولا من أشراف البصرة([178]).

وبالفعل لعبت الأسباب المذهبية والاقتصادية دوراً مهماً في نمو الظاهرة المحلية، فلذلك «وجدت كل الانشقاقات الحضرية لنفسها تعبيراً في ظاهرة (المحلة) أو الحي المديني، وبكلمات أخرى فإن المجموعات التي كانت تنتمي في مدن العراق إلى عقائد دينية، أو طوائف، أو طبقات مختلفة، أو كان من أصول إتنية (عرقية) أو عشائرية مختلفة، كانت تميل إلى أن تعيش في (محلات) منفصلة.. والظاهرة نفسها ميّزت ضواحي بغداد، فالكاظمية التي تضم ضريحي الإمامين الشيعيين السابع والتاسـع [الإمـام موسى بـن جعفـر الكاظـم عليهما السلام، والإمـام محمـد بن علي الـجواد عليهما السلام] لم تكن مسكونة إلا بالشيعة.. في حين أن الأعظمية التي


[178] بطاطو: حنا: مرجع ذاته، ص35-36.

نام کتاب : شيعة العراق وبناء الوطن نویسنده : مالك، محمد جواد    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست