ثانياً: محاولاتهم تفضيل عائشة على السيدة خديجة والسيدة فاطمة ,

لقد أخذت مسألة تفضيل نساء النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم عامة على سائر الصحابة وغيرهم من نساء المؤمنين عامة، أو تفضيل عائشة بنت أبي بكر على كل من خديجة وفاطمة صلوات الله وسلامه عليهما حيزا كبيرا في كلمات علماء أهل السنة وأقوالهم، فقد حاولوا جمع كل شاردة وواردة والاستفادة من كل ما يمكن الاستفادة منه في هذا المجال، ولكنهم ولحسن الحظ لم يعثروا على شيء ذي قيمة في هذا المجال، لان النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكما قلنا سابقا لم يعط امتياز التفضيل إلا لأهل بيته خاصة، وإذا أعطى لغيرهم شيئا لم يجعله إلا دون مرتبتهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، لذلك عجز أنصار الدولة وأصحاب الحديث عن إيجاد ما يمكن الاستفادة منه في حربهم ضد فضائل السيدتين الطاهرتين خديجة وفاطمة صلوات الله وسلامه عليهما، فتشبثوا كما سنرى بمجموعة من الأدلة الواهية التي هي كخيوط العنكبوت، من قبيل حديث الثريد، أو بعض الصفات التي حدثت بها عائشة عن نفسها، تجر بذلك النار إلى قرصها، وسنورد فيما يأتي أهم ما حاولوا الاستدلال به في تفضيلها على سيدتي النساء خديجة وفاطمة صلوات الله وسلامه عليهما، تاركين الخوض في جميع تلك الأدلة واستقصاء جميع ما قيل في هذا الموضوع، لان سردها والرد عليها يتطلب تأليفا مستقلا، عسى الله سبحانه أن يوفقنا لمثله في المستقبل آمين.

ألف: محاولات لابن حزم في تفضيل زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم على ابنته فاطمة صلوات الله وسلامه عليها

قال ابن حزم الأندلسي في كتابه (الفصل في الملل والأهواء والنحل): (وأما فضلهن على بنات النبي صلى الله عليه وسلم فبين بنص القرآن لا شك فيه قال الله