لما يقولون:
) أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَـٰهَكَ وَإِلَـٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ( ([80]).
أما يوسف عليه السلام فقد ظل يدعو الله أن يتوفاه على هذا الدين ويلحقه بالصالحين فقال:
(رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِۚ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) ([81]).
حتى إذا بعث موسى الكليم عليه السلام وأخذ يدعو قومه إلى عبادة الله الواحد الأحد فإنه لم يدعُهم إلاّ إلى الدين القيم الذي دان الأنبياء له ولم يؤمن به إلا طائفة قليلة، أو هي ذرية من قومه كما وصفهم القرآن:
(فَمَا آمَنَ لِمُوسَىٰ إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَىٰ خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْۚ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ)[82]).
وعلى الرغم من تلك المخاوف ومن قلتهم إلا أنه عليه السلام ذكرهم بأمر مهم فلا اعتبار لفرعون وقوته، فهو الأساس في قوة هذه الطائفة القليلة:
(وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّـهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ) ([83]).
[80] سورة البقرة: آية 133.
[81] سورة يوسف: آية 101.
[82] سورة يونس: آية 83.
[83] سورة يونس: آية 84.