ومن الجلي لكلّ ذي عينين أنّ رواية الإمام الباقر(علیه السلام) هي المصدر الموثوق من جهات متعدّدة، فوجود الإمام نفسه في واقعة كربلاء ومشاهدة ما جرى يعطي لنا صورة عمّا حمله الإمام من معاناة في تلك الحقبة بأدق تفاصيلها، حيث يقول: «قتل جدّي الحسين، ولي من العمر أربع سنوات، وإنّي لأذكر مقتله وما نالنا في ذلك الوقت»([112]). فضلاً عمّا ورد فيه من أحاديث رسول الله’ لاسيّما رواية جابر وسلامه عليه. إضافة إلى كلّ ذلك ما سمعه الإمام من أبيه زين العابدين، ومن عمّته زينب والهاشميّين الذين حضروا الطفّ مع الحسين(علیه السلام).

أولاً: وممّا يؤيّد ما جاء بهذه الرواية من أعداد، ما يلي:

رواية اليافعي في مرآة الجنان حيث قال: «وقتل معه من أصحابه مبارزة (82)([113])، فإذا أضفنا إلى هذا الرقم شهداء الحملة الأولى والبالغ عددهم (45) شهيداً وهو الوسط بين رقم (40) كما ذكره ابن شهر أشوب و(50) كما ذكرته بقيّة المصادر الأخرى، إضافة إلى شهداء أهل البيت أو ما يعبّر عنهم بشهداء بني هاشم، والبالغ عددهم كما عند المشهور (17)، فيكون المجموع (144)، أو ما يقاربه.

82 + 45+ 17 = 144 وهي رواية الإمام الباقر أو ما يقاربها.

ثانياً: رواية الحصين بن عبد الرحمن، عن سعد بن عبيدة([114])، حيث يذكر بأنّهم كانوا قريباً من مئة، وهو الرقم الذي قبله الشيخ شمس الدين&، ورجّح أنّ

[112] طبقات ابن سعد: 5 ص237 ـ 238.

[113] مرآة الجنان لليافعي: ج1 ص131.

[114] أنصار الحسين: ص46.