الرابع: الرياء بالأعمال، كمراءاة المصلي
بطول القيام والركوع والسجود وإطراق الرأس وترك الالتفات ونحو ذلك.
الخامس: المراءاة بالأصحاب والزائرين
والمخالطين، بأن يكثر التردد إلى العلماء والعباد والزهاد والفقراء والمساكين، أو يصير
سبباً لكثرة ترددهم إليه ليقال إنه عظيم الرتبة في الدين[413].
الفصل الثالث: في درجات الرياء
إعلم أن الرياء يتفاوت فبعضه أشد وأغلظ من بعض، ويختلف باختلاف أركانه،
وأركانه ثلاثة: المراءى به، والمراءى لأجله، ونفس قصد الرياء:
الركن الأول: نفس قصد الرياء
وله درجات أربع:
«الأولى» ــ وهي أغلظها ــ أن لا
يكون مراده الثواب أصلاً، كالذي يصلي بين أظهر الناس الفرض أو النفل ولو انفرد لم
يصلِ.
«الثانية»
أن يكون له قصد الثواب أيضاً قصداً ضعيفاً.
«الثالثة» أن يكون قصد الثواب
وقصد الرياء متساويين، بحيث لو كان كل منهما خالياً من الآخر لم يبعثه على العمل.
«الرابعة» أن
يكون اطلاع الناس مرجحاً ومقوياً لنشاطه، ولو لم يكن لكان لا يترك العبادة. والكل
حرام ومبطل للعمل لما تقدم من قوله تعالى في الحديث القدسي: «أنا أغنى الأغنياء عن
الشرك»[414]،
وقوله تعالى: ((وَلا
[413]
أنظر: إحياء علوم الدين، الغزالي: 3/ 263 ــ 264، كتاب ذم الجاه والرياء، بيان
حقيقة الرياء وما يراءى به.
[414]
شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد: 2/ 180، بيان الخطبة 32.