أشرك
بعبادة ربه. ثم قال: ما من عبد سرّ[404] خيراً فذهبت الأيام أبداً حتى
يظهر الله له خيراً، وما من عبد يسر شراً فذهبت الأيام حتى يظهر الله له شراً[405].
وعنه عليه السلام[406]: ما يصنع أحدكم إن
يظهر حسناً ويسر سيئاً، أليس يرجع إلى نفسه فيعلم أن ذلك ليس كذلك، والله تعالى[407] يقول: (( بَلِ الإِْنْسانُ عَلى
نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ))[408] إن السريرة إذا صحت قويت
العلانية[409].
الفصل الثاني: في حقيقة الرياء والفرق
بينه وبين السمعة وأقسام الرياء
أصل الرياء من الرؤية: وهي طلب المنزلة في
قلوب الناس بإراءتهم خصال الخير. والسمعة من السماع: وهي طلب المنزلة في قلوب
الناس بإسماعهم ما يوجب ذلك[410].
وحدّ الرياء: هو إرادة المنزلة
بطاعة الله تعالى. والمرئي هو العابد. والرائي هو الناس المطلوب رؤيتهم لطلب المنزلة
في قلوبهم. والمراءى به هي الخصال التي قصد المرائي إظهارها. والرياء هو قصده
إظهار ذلك.