إعلم أن البطن على التحقيق ينبوع
الشهوات ومنبت الأدواء والآفات، إذ يتبعها شهوة الفرج وشدة الشبق[1] إلى المنكوحات، ثم
يتبع شهوة المطعم والمنكح شدة الرغبة في المال والجاه اللذين هما الوسيلة إلى
التوسع في المطعومات والمنكوحات، ويتبع استكثار المال والجاه أنواع الرعونات[2] وضروب المنافسات
والمحاسدات، ويتولد من ذلك آفة الرياء وغائلة[3] التفاخر والتكاثر
والكبرياء، ثم يتداعى ذلك إلى الحسد والحقد والعداوة والبغضاء، ثم يفضي ذلك بصاحبه
إلى
[1]
الشبق: شدة الغلمة وطلب النكاح. يقال: رجل شبق وامرأة شبقة. وشبق الرجل، بالكسر،
شبقا، فهو شبق: اشتدت غلمته، وكذلك المرأة.
لسان العرب، ابن منظور: 10/ 171، مادة
"شبق".
[2]
رعن: الأرعن: الأهوج في منطقه المسترخي. والرعونة: الحمق والاسترخاء. رجل أرعن
وامرأة رعناء، بينا الرعونة والرعن أيضا.
لسان العرب، ابن منظور: 13/ 182، مادة
"رعن".
[3]
الغوائل جمع غائلة: وهي: الحقد. يقال: غاله يغوله غولا من باب قال: إذا ذهب به
وأهلكه. مجمع البحرين، الشيخ الطريحي: 3/ 339، مادة "غول".