وعنه عليه السلام[339] قال: اتقوا الله ولا
يحسد بعضكم بعضاً ــ الحديث[340].
وفي مصباح الشريعة: قال الصادق عليه السلام: الحاسد مضر بنفسه
قبل أن يضر بالمحسود، كإبليس أورث بحسده لنفسه اللعنة ولآدم الاجتباء[341] والهدى والرفع إلى
محل حقائق العهد والاصطفاء[342]، فكن محسوداً ولا تكن حاسداً،
فإن ميزان الحاسد أبداً خفيف يثقل ميزان المحسود والرزق مقسوم فماذا ينفع الحسد
الحاسد وما يضر المحسود الحسد، والحسد أصله من عمى القلب وجحود فضل الله وهما
جناحان للكفر، وبالحسد وقع ابن آدم في حسرة الأبد وهلك مهلكاً لا ينجو منه أبداً،
ولا توبة للحاسد لأنه مصر عليه معتقد به مطبوع فيه، يبدو بلا معارض به ولا سبب، والطبع
لا يتغير عن الأصل وإن عولج[343].
ثم اعلم أنه لا حسد إلا على نعمة،
فإذا أنعم الله على أخيك بنعمة فلك فيها حالتان:
إحداهما:
أن تكره تلك النعمة وتحب زوالها، وهذه الحالة تسمى حسداً.