إعلم أن الغضب إذا لزم كظمه لعجز
عن التشفي في الحال رجع إلى الباطن واحتقن فيه فصار حقداً، ومعنى الحقد أن يلزم
قلبه استثقاله والبغضة له والتنفر عنه، وأن يدوم على ذلك ويبقى، وقد قال رسول الله
صلى الله
عليه وآله وسلم:
المؤمن ليس بحقود[317]. والحقد ثمرة الغضب،
والحقد يثمر ثمانية أمور:
الأول: الحسد، وهو أن يحملك
الحقد على أن تتمنى زوال النعمة منه.
الثاني: أن تزيد على إضمار
الحسد في الباطن فتشمت بما يصيبه من البلاء.
الثالث: أن تهجره وتقطعه وإن
أقبل عليك.
الرابع: أن تعرض عنه
استصغاراً له.
الخامس: أن تتكلم فيه بما لا يحل من كذب
وغيبة وإفشاء سر وهتك ستر وغيره.
[317]
منية المريد، الشهيد الثاني: 321، الباب الثالث في المناظرة وشروطها وآدابها
وآفاتها، الفصل الثاني في آفات المناظرة وما يتولد منها من مهلكات الأخلاق.