الواجب على النفس وصح عنده قدر
ما أدى الحق منه كان ذلك القدر محسوباً له، فيظهر له الباقي عليها، فليثبته عليها
وليكتبه على صحيفة قلبه كما يكتب الباقي الذي على شريكه على قلبه وعلى جريدته.
ثم النفس غريم[1534] يمكن أن يستوفى منه
الديون، أما بعضها فبالغرامة والضمان وبعضها برد عينه، وبعضها بالعقوبة له على
ذلك، ولا يمكن شيء من ذلك إلا بعد تحقيق الحساب وتمييز الباقي من الحق الواجب
عليه، فإذا حصل ذلك اشتغل بعده بالمطالب والاستيفاء[1535].
قال الكاظم عليه السلام: ليس منا
من لم يحاسب نفسه في كل يوم، فإن عمل حسنة استزاد الله[1536] وإن عمل سيئة استغفر
الله منها وتاب إليه[1537].
وقال الباقر عليه السلام: لا
يغرنك الناس[1538] من نفسك، فإن الأمر
يصل إليك دونهم، ولا تقطع نهارك بكذا وكذا فإن معك من يحفظ عليك عملك فأحسن[1539] فإني لم أر شيئاً
أحسن دركاً ولا أسرع طلباً من حسنة محدثة لذنب قديم[1540].