وقال صلى الله عليه وآله وسلم: إن السخي قريب من الله قريب من الناس قريب من
الجنة بعيد من النار، وإن البخيل بعيد من الله بعيد من الناس بعيد من الجنة قريب
من النار، وجاهل سخي أحب إلى الله من عابد بخيل، وأدوى الداء البخل[1309].[1310]
واعلم أن أرفع درجات السخاء الإيثار، وهو أن يجود بالمال مع الحاجة
إليه، قال الله تعالى في معرض المدح: ((وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ
خَصاصَةٌ))[1311]. وقال تعالى: ((وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى
حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا))[1312].
وقال النبي صلى الله
عليه وآله وسلم: أيما امرئ اشتهى شهوة فردّ شهوته وآثر على نفسه غفر له[1313].
وينبغي للفقير أن لا يمنع بذل
قليل ما يفضل عنه، فإن ذلك جهد المقل، وفضله أكثر من أموال كثيرة تبذل عن ظهر غني[1314].
[1309] في المحجة والإحياء: "من عالم بخيل وأدوء الداء
البخل".
[1310] المحجة البيضاء، الفيض الكاشاني: 6/62، كتاب ذم
المال، بيان فضيلة السخاء. إحياء علوم الدين، الغزالي: 3/219، كتاب ذم البخل وذم
حب المال، بيان فضيلة السخاء.