وحيث كان الطبع مائلاً إلى إطلاقه وإرخاء عنانه[57] جاء الشرع بالبحث على إمساكه حتى يحصل التعادل، كما تقدم في الجوع.
وتحقيق الكلام فيه يتم في فصول:
الفصل الأول: في خطر إطلاقه وفضيلة صمته
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: من صمت نجا[58].
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: الصمت حكمة، وقليل فاعله[59].
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: من يتكفل[60] لي بما بين لحييه[61] ورجليه أتكفل له بالجنة[62].
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: من وقى شر قبقبه وذبذبه ولقلقه فقد وقي[63]، والقبقب: البطن[64]. والذبذب: الفرج[65]. واللقلق: اللسان[66].
[57] العنان: سير اللجام.
النهاية في غريب الحديث، ابن الأثير: 3/ 313، باب العين مع النون، مادة "عنن".
[58] روضة الواعظين، الفتال النيسابوري: 2/ 469، مجلس في ذكر حفظ اللسان والصدق والاشتغال عن عيوب الناس.
[59] سبل السلام، العسقلاني: 4/ 180/ ح11.
[60] في سبل السلام: "تكفل".
[61] انكسر أحد فكيه، أي: لحييه.
لسان العرب، ابن منظور: 10/ 476، مادة "فكك".
[62] سبل السلام، العسقلاني: 4/ 180، باب الزهد والورع.
[63] مجموعة ورام، ورام بن أبي فراس: 1/ 105، باب ما جاء في الصمت وحفظ اللسان.
[64] مجمع البحرين، الطريحي: 3/ 450، مادة "قبقب".
[65] تاج العروس، الزبيدي: 1/ 251.
[66] غريب الحديث، ابن قتيبة: 1/ 170.