وعنه عن أبيه عليه السلام قال[970]: من لا يعد الصبر لنوائب الدهر
يعجز[971].
وعن الباقر عليه السلام قال: الجنة محفوفة بالمكاره والصبر. فمن صبر
على المكاره في الدنيا دخل الجنة، وجهنم محفوفة باللذات والشهوات، فمن أعطى نفسه
لذتها وشهوتها دخل النار[972].
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: بني الإيمان على أربع دعائم: اليقين،
والصبر والجهاد، والعدل[973].
الفصل الثاني: في حقيقته وأساميه وأقسامه
إعلم أن القتال قائم بين باعث الدين
وباعث الهوى، والحرب بينهما على ساق، ومحل المعركة قلب المؤمن، ومدد باعث الدين من
الملائكة الناصرين لحزب الله، ومدد باعث الشهوة والهوى من الشياطين الناصرين
لأعداء الله فالصبر عبارة عن ثبات باعث الدين في مقابلة باعث الشهوة.
ثم إنه ضربان[974]: بدني كتحمل المشاق بالبدن والثبات
عليه، وهو إما بالفعل كتعاطي الأعمال الشاقة من العبادات، وإما بالاحتمال كالصبر
على
[970] في الكافي: حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة،
عن بعض أصحابه، عن أبان، عن عبدالرحمن بن سيابة، عن أبي النعمان، عن أبي عبدالله
أو أبي جعفر عليهما السلام، قال: ... الحديث.
[971]
الكافي، الكليني: 2/ 93، كتاب الإيمان والكفر، باب الصبر/ ح24.
[972]
الكافي، الكليني: 2/ 89، كتاب الإيمان والكفر، باب الصبر/ ح7.
[973]
بحار الأنوار، ألمجلسي: 79/ 137، كتاب الطهارة، الجنائز ومقدماتها ولواحقها، باب
18 فضل التعزي والصبر عند المصائب والمكاره.
[974]
الضرب: النحو والصنف، يقال: هذا ضرب ذاك، و ضريب ذاك، أي: مثله.