وهي عبارة عن معنى ينتظم من ثلاثة أمور مترتبة: أولها العلم، وثانيها
الحال، وثالثها الفعل. والأول موجب للثاني، والثاني موجب للثالث. والمراد بالعلم
معرفة ضرر الذنوب وأنها السمومات المهلكة للدين المفوتة لحياة الأبد، الحاجبة
للعبد عن محبوبه من السعادة الأبدية.
ثم يحصل من هذا العلم حال، وهو أن يثور من هذه المعرفة تألم القلب بسبب
فوات المحبوب، فإن القلب مهما شعر بفوات محبوبه تألم، وينبعث من هذا الألم في
القلب حالة أخرى تسمى إرادة وقصداً إلى فعل له تعلق بالحال بترك الذنب الذي كان له
ملابساً، وبالاستقبال بالعزم على ترك الذنب المفوت للمحبوب إلى آخر العمر،
وبالماضي بتلافي ما فات بالجبر والقضاء إن كان قابلاً للجبر.