إعلم أن مفتاح السعادة التيقظ والفطنة، ومنبع الشقاوة الغرور والغفلة، والغرور
هو سكون النفس إلى ما يوافق الهوى ويميل إليه الطبع عن شبهة وخدعة من الشيطان، فمن
اعتقد أنه على خير إما في العاجل أو في الآجل عن شبهة فاسدة فهو مغرور[728]، قال الله تعالى:((لا[729] تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ
الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ))[730]، وقال تعالى:((وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ
أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَْمانِيُّ حَتَّى
جاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ))[731].
[728] ((وَلا يَغُرَّنَّكُم
بِاللّهِ الْغَرُورُ)) سورة لقمان/ 33. الغرور، بالفتح: الشيطان، وكل من غر فهو
غرور، وسمي الشيطان غرورا لأنه يحمل الإنسان على محابه ووراء ذلك ما يسوؤه. قال
ابن السكيت: والغرور أيضا: ما رأيت له ظاهرا تحبه وفيه باطن مكروه ومجهول. والغرور
بضم المعجمة: الباطل، مصدر غررت وما اغتر به من متاع الدنيا.