وإما أن يكون إلى الله مرة وإلى الناس أخرى، وهو الذي قال فيه صلى الله
عليه وآله وسلم: كاد الفقر أن يكون كفراً[690]. لأنه شبيه بالشرك.
وينبغي للفقير أن يكون قانعاً
منقطع الطمع عن الخلق غير ملتفت إلى ما في أيديهم، ولا حريصاً على اكتساب المال
كيف كان، ولا يمكنه ذلك إلا بأن يقنع بقدر الكفاف ويقصر الأمل، إذ لو كان حريصاً
طماعاً لجره الحرص والطمع إلى مساوئ الأخلاق وارتكاب المنكرات[691]. قال صلى الله عليه وآله
وسلم: ما
من أحد غني ولا فقير إلا ودّ يوم القيامة أنه كان أوتي قوتاً في الدنيا[692].[693]
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: يا
معاشر[694] الفقراء أعطوا الله الرضا
من قلوبكم تطفروا[695] بثواب فقركم وإلاّ فلا[696].
وقال أمير المؤمنين عليه السلام:
ابن آدم إن كنت تريد من الدنيا ما يكفيك فإن أيسر ما فيها يكفيك، وإن كنت تريد[697] ما لا يكفيك فإن كل
ما فيها لا يكفيك[698].
[690]
مجموعة ورام، ورام بن أبي فراس: 1/ 158، بيان مدح المال.
[691]
أنظر: إحياء علوم الدين، الغزالي: 3/ 212، كتاب ذم البخل و ذم حب المال، بيان ذم
الحرص والطمع.