وقد ورد مدحه وذمه أيضاً، وخلاصة الكلام فيه أن الفقر إما أن يكون إلى
الله فقط لا إلى سواه ــ بأن يكون متعففاً عن الناس غني النفس ــ هذا في أعلى مراتب
الكمال، وهو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم: الفقر فخري[685].
ومدح الله أهله بقوله:((يَحْسَبُهُمُ الْجااهِلُ
أَغْنِيااء مِنَ التَّعَفُّفِ))[686].
وإما أن يكون إلى الناس، بأن يكون
دائماً مظهراً للشكوى والحاجة متحملاً لذل السؤال والطمع بما في أيدي الناس فهو في
أدنى مراتب النقص، وهو الذي قال فيه صلى الله عليه وآله وسلم: الفقر سواد الوجه في الدارين[687]. لأن صاحبه يكون
ممقوتاً[688] عند الله وعند الناس،
وصاحبه يخسر الدنيا والآخرة[689].
[685]
جامع الأخبار، تاج الدين الشعيري: 111، الفصل السابع والستون في الفقراء.