وروي
أن عيسى عليه السلام اشتد به المطر والرعد والبرق يوماً،
فجعل يطلب بيتاً يلجأ إليه، فرفعت إليه خيمة من بعيد فأتاها فإذا فيها امرأة فحاد
عنها، فإذا هو بكهف في جبل فأتاه فإذا فيه أسد فوضع يده على رأسه وقال: إلهي جعلت
لكل شيء مأوى ولم تجعل لي مأوى. فأوحى الله إليه: مأواك في مستقر من رحمتي لأزوجنك
يوم القيامة ألف حوراء خلقتها بيدي، ولأطعمن في عرسك أربعة آلاف عام يوم منها كعمر
الدنيا، ولآمرن منادياً ينادي: أين الزهاد في الدنيا زوروا عرس الزاهد عيسى بن
مريم[616].
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الدنيا دار من لا دار له، ولها
يجمع من لا عقل له[617].
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ما لي والدنيا[618]، إنما مثلي ومثلها كمثل راكب[619] رفعت له شجرة في يوم صائف فقال[620] تحتها ثم راح وتركها[621].
وقيل لأمير المؤمنين عليه السلام: صف لنا الدنيا. فقال: وما أصف لك من دار من صح
فيها ما أمن[622]، ومن سقم فيها ندم،
ومن افتقر فيها حزن، ومن استغنى فيها فتن، في حلالها الحساب وفي حرامها العقاب[623].
[620] القائلة: الظهيرة. يقال:
أتانا عند القائلة، وقد يكون بمعنى القيلولة أيضا، وهي: النوم في الظهيرة. تقول:
قال يقيل قيلولة، وقيلا، ومقيلا، وهو شاذ، فهو قائل وقوم قيل، مثل: صاحب وصحب. الصحاح، الجوهري: 5/1808، مادة "قيل".
[621] الكافي، الكليني: 2/ 134،
كتاب الإيمان والكفر، باب ذم الدنيا والزهد فيها/ ح19.