يدل
بها فتكون فكرته في ذلك، وتكون فكرة الفاسق في الندم على نفسه ويستغفر الله مما
صنع من الذنوب[472].
وعنه عليه السلام[473] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم:
بينما موسى عليه
السلام
جالس إذ أقبل إبليس وعليه برنس ذو ألوان، فلما دنا منه خلع البرنس وقام إلى موسى عليه السلام فسلم عليه. فقال له
موسى: من أنت؟ فقال أنا إبليس. قال: أنت فلا أقرب الله دارك. قال: إني إنما جئت
لأسلم عليك لمكانك من الله تعالى. قال: فقال له موسى عليه السلام: فما هذا البرنس؟
قال: أختطف به قلوب بني آدم. فقال له موسى: فأخبرني بالذنب الذي إذا أذنبه ابن آدم
استحوذت عليه؟ فقال: إذا أعجبته نفسه واستكثر عمله وصغر في عينه ذنبه. وعنه عليه السلام[474] قال: قال الله تعالى
لداود عليه
السلام[475]: يا داود بشر
المذنبين أني أقبل التوبة وأعفو عن الذنب وأنذر الصديقين أن لا يعجبوا بأعمالهم، فإنه
ليس عبد أنصبه للحساب إلا هلك[476].
[472] أنظر: الكافي، الكليني: 2/ 314،
كتاب الإيمان والكفر، باب العجب/ 6.
[474] أي: "الإمام الصادق عليه
السلام" والحديث متصل مع ما قبله.
[475] نبي الله داود عليه السلام:
هو داود بن يسى، وقيل: إيشا بن عوبيد بن بوعز، وقيل: عامر، وقيل: ياعز بن سلمون بن
أحشون، وقيل: نحشون بن عمينا داب، وقيل: عويناداب، من سلالة إسحاق بن إبراهيم
الخليل عليه السلام، ومعنى داود بالعبرية: الحبيب. ولد في بيت لحم بفلسطين حوالي
عام 1033 قبل ميلاد المسيح عليه السلام، وقيل: قبل الميلاد بـ 1071 سنة، وقيل:
1086 سنة قبل الميلاد. ولم يزل متصدرا للنبوة والملوكية في بني إسرائيل أربعين سنة
حتى توفي فجأة في أورشليم يوم السبت، وقيل: يوم الأربعاء، حدود عام 962، وقيل: عام
1015 قبل ميلاد المسيح عليه السلام، بعد أن عمر 100 سنة، وقيل: 77 سنة، وقيل: 71
سنة، وقيل: 80 سنة، وقيل: 120 سنة، فدفنوه في مدينة داود على جبل صهيون بفلسطين.
أعلام القرآن، عبد الحسين الشبستري : 361 ــ 364، نبي الله داود عليه
السلام.
[476] أنظر: الكافي، الكليني: 2/
314، كتاب الإيمان والكفر، باب العجب/ ح8.