responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخلاق نویسنده : السید عبدالله شبر    جلد : 2  صفحه : 100

والأمور كلها والقلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء[437]، «ومن أصلح في ما بينه وبين الله أصلح الله في ما بينه وبين الناس»[438]، ومن أسخط الله الذي بيده جميع الأمور برضاء الناس الذين ((لا يَمْلِكُونَ لأَِنْفُسِهِمْ نَفْعاً وَلا ضَرًّا))[439] ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً[440] فهو أحمق سفيه[441]، وكيف يبعثه على العمل الطمع بما في أيدي الناس وهو يعلم أن الله هو المسخر للقلوب بالمنع والإعطاء.

ومهما تكن عند امرئ من خليقــة ***   *** وإن خالها تخفى على الناس تعلم[442]

وربما كشف الله للناس خبث سره فيمقتوه ويكرهوه ويخسر الدنيا والآخرة، ولا بد من كشف سره على رؤوس الأشهاد يوم حشر العباد، ولو أخلص لله عمله لكشف الله لهم إخلاصه وحببه إليهم وسخرهم له، وأطلق ألسنتهم بحمده والثناء عليه. هذا كله مع أنه لا كمال في مدحهم ولا نقص في ذمهم، ولو كان راغباً في


[437] عن حمران قال سمعت أبا جعفر عليه السلام، يقول: «إذا كان الرجل على يمينك على رأي ثم تحول إلى يسارك فلا تقل إلا خيرا ولا تبرأ منه حتى تسمع منه ما سمعت وهو على يمينك فإن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء ساعة كذا وساعة كذا وإن العبد ربما وفق للخير».

علل الشرائع، الصدوق: 2/ 604، باب 385 نوادر العلل/ ح75.

[438] من لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق: 4/ 396، من ألفاظ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الموجزة / ذيل حديث 5845.

[439] سورة الرعد/ 16.

[440] إشارة إلى قوله تعالى: ((وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لأَِنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَياةً وَلا نُشُوراً)) سورة الفرقان/ الآية 3.

[441] السفيه: الجاهل.

لسان العرب، ابن منظور: 13/ 498، مادة "سفه".

[442] شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد: 18/ 137. وفيه: قال زهير بن أبي سلمى: البيت.

نام کتاب : الاخلاق نویسنده : السید عبدالله شبر    جلد : 2  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست