responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخلاق نویسنده : السید عبدالله شبر    جلد : 1  صفحه : 119

والخشوع، فإن المستغني عن غيره الآمن على نفسه يجوز أن يعرف من غيره صفات العظمة.

ولا يكون الخشوع والتعظيم حاله، لأن القرينة الأخرى ـ وهي معرفة حقارة النفس وحاجتها ـ لم تقترن إليه.

وأما الهيبة والخوف فحالة للنفس تتولد من المعرفة بقدرة الله وسطوته ونفوذ مشيئته فيه مع قلة المبالاة به، ولو أنه لو أهلك الأولين والآخرين لم ينقص من ملكه ذرة. هذا مع مطالعة ما يجري على الأنبياء والأوصياء من المصائب وأنواع البلاء مع القدرة على الدفع. وبالجملة كلما زاد العلم بالله زادت الخشية والهيبة.

وأما الرجاء فسببه معرفة لطف الله وكرمه وعميم أنعامه ولطائف صنعه، ومعرفة صدقه في وعده الجنة بالصلاة، فإذا حصل اليقين بوعده والمعرفة بلطفه انبعث من مجموعها الرجاء لا محالة.

وأما الحياء فباستشعار التقصير في العبادة، وعلمه بالعجز عن القيام بعظيم حق الله، ويقوي ذلك المعرفة بعيوب النفس وآفاتها وقلة إخلاصها وخبث دخلتها، وميلها إلى الحظ العاجل في جميع أفعاله مع العلم بعظيم ما يقتضيه جلال الله، والعلم بأنه مطلع على السريرة وخطرات القلب وإن دقت وخفيت، وهذه المعارف إذا حصلت يقيناً انبعث منها بالضرورة حالة تسمى الحياء[396].


[396] أنظر: إحياء علوم الدين، الغزالي: 1/154 ــ 156، كتاب أسرار الصلاة ومهماتها، بيان المعاني الباطنة التي تتم بها حياة الصلاة. أسرار العبادات، الفيض الكاشاني: 95 ــ 98، المعاني الباطنة التي بها تتم حياة الصلاة. الحقايق في محاسن الأخلاق، الفيض الكاشاني: 225 ــ227، الفصل الثاني ست جمل تتم بها حياة الصلاة. جامع السعادات، النراقي: 3/323 ــ 325، فصل حقيقة الصلاة.

نام کتاب : الاخلاق نویسنده : السید عبدالله شبر    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست