يعلم يقينا ما سيبتدعه الخلفاء من بعده فقال موصياً أمير المؤمنين عليه
السلام[154]
«يا علي إن القوم سيفتنون بأموالهم، ويمنّون بدينهم على ربهم، ويتمنون رحمته،
ويأمنون سطوته. ويستحلون حرامه بالشبهات الكاذبة والأهواء الساهية. فيستحلون الخمر
بالنبيذ، والسُحت بالهدية. والربا بالبيع قلت يا رسول الله: بأي المنازل أنزلهم
عند ذلك؟ أبمنزلة ردة أم بمنزلة فتنة؟ فقال: بمنزلة فتنة».
لذا فليس هناك ما يُعتذر به عن عمر, فالرجل كان صحابياً وكان يرى بأُم
عينيه فعل النبي وخيار الصحابة وليس هو كالذي جاء بعد مئة سنة ليروي فعل فلان من
الصحابة ويقرنه بفعل النبي ثم يأخذ بفعل الصحابي (لكون الحديث لا يثبت).
[153] نهج البلاغة - خطب الإمام علي
عليه السلام - ج 2 - ص 50/الجامع الصغير -جلال الدين السيوطي-ج1- ص469.