الرجال على عددهم وكلهم يعتبر نفسه هو المصيب! وكيف يشرب علي الخمر وقد
نشأ مبرَّءا من الأدناس في كنف النبي صلى الله عليه وآله من لدن طفولته, اذ روى
الفريقان عنه أنه قال[143] «قد علمتم موضعي من رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة، وضعني في حجره وأنا
وليد، يضمني إلى صدره، ويكنفني في فراشه، ويمسُّني جسده، ويشمُّني عَرْفه، وكان
يمضغ الشئ ثم يُلقمنيه، وما وجد لي كذبة في قول، ولا خطلة في فعل، ولقد قرن الله
تعالى به صلّى الله عليه وآله وسلم من لدن أن كان فطيماً أعظم ملك من ملائكته،
يسلك به طرق المكارم، ومحاسن أخلاق المعالم، ليله ونهاره، ولقد كنت أتبعه ابتاع
الفصيل إثر أمه، يرفع في كل يوم علما من أخلاقه، ويأمرني بالاقتداء به..».
أفلا يكون شرب الخمر من خطلات الأفعال وقد قال النبي صلى الله عليه وآله «ان
الخبائث جعلت في بيت فأغلق عليها وجعل مفتاحها شرب الخمر, فمن شرب الخمر وقع في
الخبائث»[144]
مع أن شرب الخمر وإن قيل انه كان محلّلاً ثم حُرِّم إلا أن الناس كانت تعتقد بكونه
من رذائل الأفعال حتى قبل ذلك مما حدى بالعديد منهم الى اجتنابه في زمن الجاهلية[145]
فكيف في زمن الإسلام ولمن عاش في كنف النبي منذ طفولته, وكان معلمه الأول هو النبي
صلى الله عليه وآله؟.
ونحن قد تعودنا ان نسمع من أهل السنة بأن الطعن بالصحابة طعن بالنبي بكونه
لم يستطع أن يعد أصحابه لتحمل الدعوة فكيف بالأمة؟!.