قلت: إن الرواية وبإهمالها أسماء الرجال الثلاثة وإبرازها اسم الرجل الذي
(زجرهم)! لهي كافية في التدليل على هدفها! فقد صرّح العديد من المحدثين بأسماء الرجال
الثلاثة والقصّة بكامل ألفاظها (وإن كان هناك تحريف آخر ورأي آخر سنبينه في مكانه
المناسب), وإنما البعض اختار رواية النعمان بن بشير لكون الرجل من النواصب, وممّن
حارب امير المؤمنين عليه السلام في صفين وكان والغاً في الدماء فيها فكيف يروي قصة
فيها فضيلة بالغة لأمير المؤمنين عليه السلام؟!
وقد صرح بنزولها في أمير المؤمنين عليه السلام ابن حجر[113]
وابن ابي شيبة الكوفي[114] والزرندي الحنفي[115]
وقال[116]
«عن أنس بن مالك (رض) قال: قعد العباس بن عبد المطلب (رض) وشيبة صاحب البيت يفتخران،
فقال العباس: أنا أشرف منك أنا عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووصي أبيه
وساقية الحجيج لي فقال: له شيبة بل أنا أشرف منك أنا أمين الله على بيته وخازنه
أفلا ايتمنك كما ايتمنني وهما في ذلك متشاجران حتى أشرف عليهما علي بن أبي طالب
عليه السلام فقال له العباس (رض): أفترضي بحكمه قال: نعم قد رضيت فلما جائهم قال:
له العباس ان شيبة فاخرني وزعم أنه أشرف مني قال: فماذا قلت له يا عمّاه قال قلت: أنا
عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووصيُّ أبيه وساقي الحجيج انا أشرف فقال:
لشيبة ما قلت: يا شيبة قال قلت: بل انا أشرف منك أنا أمين الله وخازنه أفلا أيتمنك
كما ايتمني فقال لهما أجعل لي معكما فخراً