أبو سلمة بن عبد الرحمن ان أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال بينما نحن
عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسما إذ أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من
بنى تميم فقال يا رسول الله أعدل فقال ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل قد خبت وخسرت إن
لم أكن أعدل؟ فقال عمر يا رسول الله ائذن لي فيه فاضرب عنقه, فقال دعه, فان له أصحابا
يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم, وصيامه مع صيامهم, يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم, يمرقون
من الدين كما يمرق السهم من الرمية, ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى
رصافه فلا يوجد فيه شئ, ثم ينظر إلى نضيه وهو قدحه فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر إلى
قذذه فلا يوجد فيه شئ, قد سبق الفرث والدم آيتهم رجل اسود احدى عضديه مثل ثدي
المرأة أو مثل البضعة تدردر ويخرجون على حين فرقة من الناس».
ولمّا كانت عائشة قد سمعت من النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا الحديث
فقد كانت تتحرى الذي يقتلهم للحديث الذي روته هي بشأنهم إذ كانت تقول[781]
«ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الخوارج فقال هم شرار أمتي يقتلهم خيار أمتي
وسنده حسن وعند الطبراني من هذا الوجه مرفوعا هم شر الخلق والخليقة يقتلهم خير
الخلق والخليقة».
والسؤال هو: هل اقرت عائشة بأن علياً عليه السلام هو خير الخلق والخليقة؟ أم
أنّها ظلت حتى آخر نفس في حياتها تناضل من اجل إبهام اسمه؟!.