روى ابن كثير[777] في تاريخه «قال الحافظ أبو بكر
البيهقي في الدلائل: أنبأنا أبو عبد الله، أنبأنا الحسين بن الحسن بن عامر الكندي
بالكوفة من أصل سماعه حدثنا محمد بن صدقة الكاتب، حدثني أحمد بن أبان فقرأت فيه
حدثني الحسن بن عيينة، وعبد الله بن أبي السفر عن عامر الشعبي عن مسروق قالت عائشة:
عندك علم عن ذي الثدية الذي أصابه علي في الحرورية: قلت! لا قالت: فاكتب لي بشهادة
من شهدهم، فرجعت إلى الكوفة وبها يومئذ أسباع فكتبت شهادة عشرة من كل سبع ثم
أتيتها بشهادتهم فقرأتها عليها، قالت: أكلُّ هؤلاء عاينوه؟ قلت. لقد سألتهم
فأخبروني بأن كلهم قد عاينوه، فقالت: لعن الله (فلاناً) فإنه كتب إلي أنه أصابهم
بنيل مصر ثم أرخت عينيها فبكت فلما سكنت عبرتها قالت: رحم الله عليا لقد كان على
الحق، وما كان بيني وبينه إلا كما يكون بين المرأة وأحمائها»..
قلت:
فلان الذي غش لعائشة ولعنته هي, هو عمرو بن العاص!
ويبدو أن (المراسلات) كانت مستمرة سراً وجهراً بين مركز الجذب العاطفي (عائشة
أم المؤمنين) وبين باقي الصحابة الذين كانوا يتحينون الفرصة للانقلاب