ومات عبادة بن الصامت في العام الرابع والثلاثين في الرملة من فلسطين, وبذلك
فإنهما قد تجاورا لخمسة عشر عاما في نفس المنطقة كحاكم ومحكوم.
قول أبي هريرة «يا عبادة ما لك ولمعاوية ذره وما حمل» وهذه الجملة تكشف عن
المقصود بالمتضرر من إراقة الخمر.
قوله «فكتب فلان إلى عثمان» وهي تكشف عن الحاكم الذي حصلت الواقعة في
زمانه, وهو المتضرِّر منها, وأنت تجد سلسلة المراجعات نفسها يقوم بها معاوية مع
أبي ذر وغيره من المصلحين الذين تكلموا في تصرفات معاوية ليقوّموا الاعوجاج الذي
تسير فيه ولاية الشام, حتى وصل الأمر إلى أن يتاجر الحاكم بالخمر والعياذ بالله! ولكون
الحاكم في الشام هو معاوية طيلة فترة حياة عثمان بن عفان بعد أن ولاه عمر بن
الخطاب بعد موت يزيد بن أبي سفيان في طاعون الشام في العام الثامن عشر للهجرة.
قول بعض أصحاب الجوامع الحديثية (فلان) لا يكون إلا كناية عن صحابي لا
يريدون له أن تُخدَش منزلته جراء الخبر الذي يسيء له, وهذا واضح من الرواية فهي
تتكلم عن رجل يتاجر بخمر ولا يرضى من ثم بما يقوم به أجلاء الصحابة من أمره
بالمعروف ونهيه عن المنكر ولما كان الحق عند اهل الحديث يتبع الرجال ولا يتبع
الرجال الحق فمن الواجب غض النظر عن الأسماء الكبيرة والتكنية (بفلان) عنها!
الروايات الباقية والتي تُكنّي عن معاوية بفلان تكشف بمجموعها عن المقصود
بهذه الاسم.