فسأل عنهما فقيل له معاوية وعمرو بن أبي العاصي, فقال اللهم أركسهما في الفتنة ركسا ودعّهما إلى النار دعّا»..

ولما كانت الرواية صحيحة السند قاطعة الدلالة احتار البعض في توجيهها فأوردها ابن الجوزي في الموضوعات[699] بحجة وجود (يزيد بن ابي زياد) في سند ابي يعلى! وقد رد عليه احمد بن علي بن حجر بقوله[700] «قلت: يزيد بن أبي زياد احتج به الأربعة، وروى له مسلم مقرونا، وقد مر عن الحافظ العسقلاني أنه قال: يزيد وإن ضعفه بعضهم من قبل حفظه فلا يلزم أن كل ما يحدث به موضوع. قال الجلال السيوطي: ما قاله ابن الجوزي لا يقتضي الوضع».

لذا كان النبي صلى الله عليه وآله يقول «ذا رأيتم معاوية وعمرو بن العاص جميعا ففرقوا بينهم»[701] لما يجد من كونهما لا يجتمعان على خير بل على خبث وفساد.

ولكن لمّا كانت الرواية مشكلة فهي تدل على الدعاء من النبي صلى الله عليه وآله على معاوية وعمرو بن العاص بالنار, والمعروف أن النبي لا يُردَُ له دعاء وكل من دعا عليه النبي او له تحقق دعاءه فيه لذا جعلوا له تخريجا مضحكا فقالوا ان المعنيين بالحديث هما «معاوية بن رافع وعمرو بن رفاعة وهما من المنافقين»[702]!!..