فقال في نفسه: (وأي مكان أفضل من المكتبة لإيجاد حلول مقنعة لهذه الحيرة التي أعيشها؟) فقرر أن يدخل المكتبة ويتجول بين كتبها عسى أن تقع عيناه على ما يعينه وينفعه.

غير أسامة اتجاه مسيره، وانحرف بمشيته يمينا نحو بوابة المكتبة، كان الحارس قد انتهى من رش الماء، وذهب إلى مكنسته ليستعين بها على إزالة الأتربة وأوراق الشجر المتساقطة من حديقة المكتبة، صعد أسامة سلم المكتبة المؤلف من أربع درجات مصنوعة من الحجر الصلد، فتح الباب الخشبي فمر على وجهه تيار من الهواء البارد الخارج من مكيفات الهواء والممزوج بعطر طيب أنساه حرارة الشمس في الخارج.

ولما استقرت قدما أسامة في ساحة المكتبة جعل يلتفت يمينا وشمالا مستطلعا المكان ومستأنسا بأهله، فوقعت عيناه على أمينة المكتبة وهي جالسة على طاولة، وأمامها جهاز كمبيوتر تكتب فيه تارة وتارة أخرى ترمق بنظرها الداخل والخارج من المكتبة، نظرت إليه، ابتسمت وهزت رأسها هزة ترحيب، وسألته: (هل ترغب بالمساعدة؟).

فأجابها: (كلا شكراً، أريد أن آخذ جولة بين الكتب).

فقالت له: (على الرحب والسعة تفضل، وإذا احتجت إلى المساعدة فلا تتردد بطلبها) قالت هذه الكلمات وأدارت رأسها نحو الكمبيوتر عائدة إلى عملها السابق.