يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُR يتضح بأن لهذه الأنوار التي ذكرت في الآية المباركة خاصية الهداية، وأن من اهتدى بهداهم، واقتدى بنورهم، فقد اهتدى إلى صراط الله سبحانه واستنار بنوره، وهو ما ينطبق انطباقا تاما على أهل البيت +، فقد شبه النبي الأعظم في أحاديث عديدة أهل البيت + بالنجوم التي يهتدى بها في الظلمات[192]، وشبههم في أحاديث أخرى بسفينة نوح، يأمن من ركبها ويهلك ويغرق من تخلف عنها[193]، وجعلهم في حديث الثقلين عدل القرآن، وحبل الله الممدود الذي لا يضل من تمسك بهم، ويأمن من التجأ إليهم[194]).

[192] قال الحاكم النيسابوري في المستدرك ج3 ص149: (...عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس * هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه)، وروى المتقي الهندي في كنز العمال ج12 ص102 قوله .: (النجوم أمان لأهل السماء، فإذا ذهبت أتاها ما يوعدون، وأنا أمان لأصحابي ما كنت فيهم، فإذا ذهبت أتاهم ما يوعدون، وأهل بيتي أمان لأمتي، فإذا ذهب أهل بيتي أتاهم ما يوعدون).

[193] روى الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ج12 ص90: (...عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما مثلي ومثل أهل بيتي كسفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق).

[194] روى الترمذي في سننه ج5 ص329: (...عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي; أحدهما أعظم من الآخر; كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما).